في زمن أصبحت فيه مفاهيم النجاح مرتبطة بالأرصدة البنكية والمناصب الرفيعة، يطل المستثمر الشهير وارن بافيت برؤية مختلفة، وربما صادمة للبعض، مفادها أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمال بل بكمية الحب الذي نحصل عليه من الآخرين.

فلسفة بافيت الإنسانية

بافيت، أحد أبرز رموز المال والأعمال في العالم، عبّر عن رؤيته في مقولة مؤثرة قال فيها:

“عندما تصل إلى سني، ستقيس نجاحك الحقيقي بعدد الأشخاص الذين تحب أن يحبوك، وهل يحبونك فعلاً”.
وفقاً لما نقله موقع Fast Company.

كلمات بسيطة لكنها تحمل فلسفة عميقة تعيد تعريف النجاح من منظور إنساني بحت، حيث تتحول العلاقات الصادقة إلى “العملة” الأهم في حياة الإنسان.

الحب في بيئة العمل… مفهوم غير مألوف

قد يبدو الحديث عن الحب في بيئة العمل أمراً غريباً أو حتى غير مريح، خصوصاً في عالم الأعمال الذي اعتاد على لغة الأرقام والنتائج.
لكن بافيت يرى أن الحب في سياقه الصحيح يمكن أن يكون أحد أعمدة القيادة الناجحة، لأنه يعزز الثقة، والانتماء، والتعاون بين أعضاء الفريق.

المفارقة: نُعبّر عن الحب لكل شيء… إلا العمل!

نحن لا نتردد في التعبير عن حبنا لفريق رياضي، أو لجامعة تخرجنا منها، أو حتى لقطعة ملابس نفضلها،
لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل أو الزملاء، يصبح استخدام كلمة “حب” أمراً محظوراً أو محرجاً.
وهنا تكمن المفارقة التي يدعو بافيت إلى كسرها.

معيار جديد للنجاح

في عصر تتزايد فيه الانقسامات والأنانية والبحث عن الذات، يقترح بافيت ومعه كثير من المفكرين معياراً جديداً للنجاح:

“أن تكون محبوباً لأنك اهتممت بالآخرين، وخدمتهم، ووضعتهم في المقام الأول”.

وعندما تنتهي الرحلة، كما يقول بافيت، سيكون من الرائع أن ننظر إلى حياتنا ونقول:

“لأنني اهتممت بالناس، أحبوني”.